يرضي مين ده؟*! هل وصل الأهمال بنا والاستهانة بحياة الناس ليكون التبرع بالدم فوق الرصيف وبهذا الشكل المرعب؟*! الصورة لاتكذب ابدا*! حدث هذا منذ أيام قليلة مضت في الاسكندرية*.. بالتحديد بجوار سور مسجد القائد ابراهيم بمحطة الرمل*.. لم يجد رجال الاسعاف طريقة لأخذ الدماء من المتبرعين بعد اذدحام السيارة بهم سوي ان يسحب سائق سيارة الأسعاف سجادة من داخل المسجد ويفرشها في الشارع ويجلس عليها المتبرعون وامامهم أكياس الدم*- وكأن الدار امان ولن يطولها التلوث من بقاء هذه الأكياس في الشارع وعلي الرصيف*! هل وصلت الاستهانة إلي حد العبث بحصة الناس؟*! لاتزال قضية اكياس الدم الملوثة امام القضاء والمتهم فيها رجل الاعمال هاني سرور متداولة ولم يصدر فيها حكمه بعد* .. فهل ننتظر قضية اخري من هذا النوع تصل إلي القضاء ليفصل فيها؟*! ربما لم يصب أحد في القضية الأولي نتيجة استعمال أكياس دم هاني سرور وربنا سترها* .. ولكن* هل تسلم الجرة كل مرة؟*! المكان*: مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل بالاسكندرية الزمان*: بعد صلاة العشاء منذ عدة أيام*. بعد الصلاة*.. وقبل أن يخرج المصلون يطلب امام المسجد من المصلين الانتظار*.. ويخبرهم انه توجد بجوار المسجد سيارة* »بنك الدم*«.. لمن يريد التبرع بدمه فإن الاجر سيكون عظيما*! حتي الآن الامور طبيعية*.. فبعد انتهاء الامام من لفت نظر المصلين انطلق صوت قائد سيارة* »بنك الدم*« عبر مكبر الصوت*: *> ياجماعة تبرعوا بدمائكم لصالح اطفال مستشفي السرطان للأطفال*. *> والله العظيم الدم ده مئات الأطفال والمرضي ينتظرونه لانقاذ حياتهم*. *> ياجماعة التبرع بالدم مفيد لاجسادكم*.. فإنه يساعد علي تجديد الدورة الدموية للجسم*. وظل قائد السيارة يعيد ويزيد علي هذا الكلام*.. يؤكد علي ضرورة وصول هذه الدماء إلي المرضي مجانا*.. وبالفعل بدأ المصلون يشجعون بعضهم علي التبرع بدمائهم لانقاذ المرضي من الموت*.. دقائق وأصبح المشهد عجيبا*.. الناس يقفون طابور طويل امام باب السيارة ينتظرون في التبرع*.. نساء ورجال* .. شباب وبنات يتسابقون للتبرع*. كان المشهد رائعا* .. عشرات الناس يقفون بكل رضا ينتظرون دورهم*.. وكان هذا الزحام سبب في حدوث مالايصدقه عقل ولايرضاه أحد بعد ذلك؟ *> > > لاحظ القائمون علي العمل سيارة بنك الدم أن اعداد المتبرعين تزداد بصورة كبيرة*.. ويبدو انهم يخشون ضياع فرصة هذا التجمع الكبير وان ينصرف بعض المتبرعين دون التبرع بدمائهم بسبب الزحام الشديد علي باب السيارة*.. فإنطلق أحدهم إلي داخل المسجد*.. وسحب سجادة صغيرة ووضعها علي الرصيف بجوار سور المسجد*.. ووقف أمامه المتبرعون يقول لهم*: *> ياجماعة*.. نشكركم علي تعاونكم الكريم معنا لانقاذ مئات المرضي الذين يحتاجون لنقل الدم يوميا* .. وحتي لانضيع وقتكم أكثر من ذلك*.. ستقوم النساء بالتبرع داخل السيارة*.. أما الرجال سيقومون بالتبرع خارجها هناك علي الرصيف*! وأشار الرجل إلي المكان المفروش بجوار المسجد*! اندهش الناس من هذه الفكرة*.. فكيف سيقومون بالتبرع بدمائهم علي الرصيف*.. ووضع أكياس الدم علي الارض* .. وتساءل بعضهم*.!! هل هناك خطر علي الدم من* هذا؟*!.. وجاءت الاجابة* »لا*«! واضطر الناس حبا* في الثواب وعمل الخير ان يجلسوا علي الأرض ويتبرعوا بدمائهم*.. ربما قبلنا هذا المشهد لكن المثير وغير المقبول بدأ هو مكان تخزين أكياس الدم*.. فالمفروض أن يخزن الدم في ظروف معينة حتي لا يفسد* .. وان سيارات الدم المتنقلة بها ثلاجات لحفظ دماء المتبرع*.. لكن رجال الأسعاف ضربوا عرض الحائط بهذه التعليمات وتجمعت أكياس الدم بهذا الشكل في الشارع*! *> > > هذا المشهد المثير جدا* ويعرض حياة المرضي للخطر وأيضا* المتبرع نضعه امام الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة*.. فنحن علي يقين تماما ان ماحدث بمحطة* الرمل في الاسكندرية لن يمر مرور الكرام*.. لان صحة الناس لاتقبل القسمة علي اثنين ابدا*! فهل يرضيه هذا؟*! وهل نجد من يرد علينا ويفسر لنا ما التقطته عدسة زميلنا المصور الصحفي؟*! نرجو هذا* !