جلست تناجى وحدتها و تسألها عن حلمها
عن حبها
لكنها للأسف لم تجد الأجابة
فجلست و أغمضت عينيهاالسوداوين و سرحت
تذكرت ذلك الفتى الذى أنقض على قلبها دون
أستئذان و هربت
هربت بالذكرى الى أيامها الحلوة أليه
ففى يوم من أيام الخريف قابلته تعرفت عليه
تودد أليها كما توددت أليه فكان الربيع فى لقاءه
متناسق الجسم و به قوة شمشون فى عصره
كأن عنتر الزمان تجد فى أسمه
وجه بيضاوى و ملامح حادة و عينان
آه من عينيه صرخت هذه الجملة من أعماق قلبها
نعم فله عينان تشبهان عيون الأسد فى حدتها
رغم كمية الحنان التى تشع منها
نعم لقد كان فيضان حنان و حب
ذلك الحنان الذى كان يستخدمه لأستمالة قلبها
فأستجابت له 00 و أحبت
شعرت بقشعريرة تسرى فى جسدها فقد أحست لمسته
نعم هذا هو صوته يقول لى أننى ملكه و هو ملكى
و هذا هو حضنه أى أمانى ؟ حصنى الذى أحتمى به
فكان يحتويها بين ذراعيه كالعصفور الذى يختبىء فى عشه من الأعداء
وكان عشها مسكنها حصنها
ثم ترى الدموع فى عينيه
تلك الدموع التى أخذتها من نفسها من أهلها 00 من حلمها
و كانت دموع الحزن لأنها ألمته 00 جرحته
فقد أصابه مرض لعين
بل كان مصاب به من سنين
فقد كان مريضا بداء الخداع و الخيانة
فهو لم يكن حبيبا أبدا كما حلمت
لم يكن صديقا كما تمنت
كان صائدا للأحلام و القلوب و كان يبيع القلوب بأبخس الأثمان
و كان قلبها ضمن القلوب التى سرقها و باعها و حطمها
و لم تكن الخسارة لها و حدها
فيا أيها الخداع
كل الأمراض أبتلاء
ألا أنت مرض بلا دواء