aoka4 Admin
عدد المساهمات : 1983 تاريخ التسجيل : 09/01/2009 العمر : 35
| موضوع: الديكتاتور.. والمنافقون.. والقلة المنحرفة الثلاثاء فبراير 10, 2009 3:51 pm | |
| أسامة خليل يكتب: الديكتاتور.. والمنافقون.. والقلة المنحرفة.. والملايين المضحوك عليهم
الإدارة في قضاياها الأخيرة استخدمت الجماهير كعصا تضرب بها من يخالفها أو يعارضها.. ولكنها لا تعلم أنها قد تهرب بعض الوقت ولكنها لن تهرب كل الوقت، وأخشي أن يأتي اليوم الذي تضرب به الإدارة بالعصا نفسها التي كانت تضرب بها الآخرين.
لم تصدق جماهير الأهلي أو القلة المنحرفة الهزيمة وأفرغت غضبها في تحطيم استاد بورسعيد والاعتداء علي رجال الأمن الذين أذاعت الكاميرات فيلماً تسجيلياً ضرب فيه عساكر الأمن المركزي دون أن يحركوا ساكناً.. وسبحان مغير الأحوال فهؤلاء العساكر أنفسهم الذين انضربوا من جماهير الأهلي هم الذين يضربون جماهير رغيف العيش في مظاهرات الجوع.
عجبت لك يا زمن!!
عندما يفوز الأهلي ويحرز البطولات ويحقق الانتصارات نجدهم يتسابقون نقاداً وصحفيين وإعلاميين في مزاد علني لإحصاء جماهير الأهلي ظناً منهم أنهم كلما ضاعفوا العدد زادت محبتهم في القلوب.. فإذا خرج واحد وقال إنهم 40 مليوناً يزايد عليه آخر في برنامجه التليفزيوني ويرفع الرقم إلي 50 مليوناً، ويدخل ثالث في الإذاعة بـ 60 مليوناً.. وهناك من المنافقين من تصل به البجاحة ويرفع الرقم إلي 90 مليوناً وهو رقم أكبر من عدد سكان مصر.
إلا أن مسئولي هيئة التعداد والإحصاء والذين يظهرون في المناسبات السعيدة.. يختفون عند الهزيمة والانكسار.. ويرتجفون رسمياً عند التعليق علي التصرفات الجماهيرية الشاذة فنجدهم بعد أن كانوا يتحدثون عن الملايين التي تسد عين الشمس وتصنع الأبطال وتحرك الصخر في الجبال وتدفع الماء في الأنهار.. يتهامسون عن القلة المنحرفة والمأجورة والمدسوسة التي تسيء إلي الملايين بسوء عملها وسلاطة لسانها وقباحة تصرفاتها.. فالذين يشتمون ويكسرون ويضربون هم ليسوا جماهير الأهلي بل هم قلة مندسة تعبد شياطين التعصب وتسيء إلي 70 مليون أهلاوي.
فبعد هزيمة الأهلي المستحقة علي يد التوأم حسن.. ذلك النصر الذي أعاد لهما جزءًا كبيرا من كرامتهما في وطنهما الأهلاوي، شهدت المباراة أحداث شغب مع سبق الإصرار والترصد من قبل جماهير الأهلي التي ذهبت متكبرة متجبرة، فحطمت أتوبيس فريق المصري في عقر داره.. وعندما خسر فريقها المباراة لم تصدق نفسها ولم تستوعب أن الخسارة جاءت في مباراة نظيفة مائة في المائة فلا توجد ضربة جزاء ظالمة ولا هدف مشكوك في صحته بل اختتمت الخسارة بدرس من البورسعيدية للأهلوية في فنون الكرة السريعة والضغط علي الخصم وسرعة تمرير الكرة والقدرة علي التحكم من وضعي الحركة والثبات.
لم تصدق جماهير الأهلي أو القلة المنحرفة ـ كما يقول شوبير ـ وأفرغت غضبها في تحطيم استاد بورسعيد والاعتداء علي رجال الأمن الذين أذاعت كاميرا «الحياة» في برنامج «الكورة مع شوبير» فيلماً تسجيلياً ضرب فيه عساكر الأمن المركزي دون أن يحركوا ساكناً.. وسبحان مغير الأحوال فهؤلاء العساكر أنفسهم الذين انضربوا من جماهير الأهلي هم الذين يضربون جماهير رغيف العيش في مظاهرات الجوع.
إن ما حدث في استاد بورسعيد لا يعبر عن قلة من جماهير الأهلي حتي إن كان ما حدث قد وقع في مدرج يسع 5 آلاف متفرج وهم قلة إذا كانت المقارنة علي أساس التعداد والإحصاء ولكنهم يعبرون عن اتجاه كبير بين جماهير تتم تربيتها علي رفض الهزيمة والاستقواء بكثرتها والغرور بسطوتها الإعلامية.
إن هذا الاتجاه المتعصب ليس وليد «الألتراس» وحدهم كما يريدون أن يصدروا لنا لأنه لو كان كذلك لتم القبض عليهم وتربيتهم وانتهت القصة علي خير، ولكن هذا الاتجاه العنيف من جانب قطاع كبير من جماهير الأهلي في المدرجات والشارع جاء وليدًا شرعياً لعدة عوامل:
1ـ إعلام منافق غير واعٍ بدوره وخطورة تأثيره لذلك اندفع طوال السنوات الماضية في تعظيم الأهلي ظالماً أو مظلوماً.. فجماهير الأهلي في الخطاب الإعلامي هي الكبيرة والعظيمة والواعية وصاحبة الانتصارات والبطولات.. وجوزيه وكتيبته ليسوا سوي كومبارس أدوارهم هامشية. بينما الدور الأول والأخطر للجماهير متناسين أن فريق الأهلي يفوز في الداخل والخارج بحضور الجماهير أو بدونها ويكفي أن بطولة أفريقيا الأصعب في تاريخ النادي أحرزها الفريق الموسم قبل الماضي في تونس.
ولكن الإعلاميين والصحفيين من فرط نفاقهم للجماهير اعتقاداً بأنها الوسيلة الأسرع للنجومية واتساع رقعة المشاهدة أو القراءة.. عظموا دور الجماهير، وفي نفس الوقت عتموا علي الأخطاء التي تقع من فريق الأهلي وإدارته.. فالحديث عن السلبيات من المحرمات التي لا يمكن الاقتراب منها، والكلام دائماً ما يسير في اتجاه واحد والفريق واحد والبطل واحد.. واحد.. واحد.. واحد.. أي أننا صنعنا من الأهلي وجماهيره «ديكتاتور».. ولا يوجد ديكتاتور في العالم يقبل الهزيمة أو يعترف بها حتي إن وقعت.. لذلك فجماهير الأهلي ترفض أن تصدق ما حدث في بورسعيد رغم أنه أمر وارد وعادي جداً فالبطل قد يمرض ولكنه لا يموت.. قد يستريح ولكنه لا ينام.. الأهلي فريق قوي ومتكامل لديه جميع عناصر التفوق والنجاح وخسارته أمام المصري، التي أسعدت الزملكاوية، ليست النهاية لذلك من الطبيعي تقبلها والتعامل معها في إطارها والبحث عن أسبابها الفنية والبدنية.. أما رفضها بهذا الشكل الذي شاهدناه في بورسعيد فهذا هو الخطر الحقيقي.
2ـ جزء كبير من أزمة جماهير الأهلي وعنفها تتحمله الإدارة، التي كانت تستخدم الجماهير طوال الشهور الأخيرة كعصا لضرب من يخالفها وسكين تضعها علي رقبة من يختلف معها.. وكان واضحًا استخدام الإدارة للجماهير في أزمة الحضري.. فبعد أن فشلت الإدارة في معالجة تمرد اللاعب وعصيانه.. ألقت بالمسئولية علي اتحاد الكرة وأشارت إلي حسن شحاتة، لتترك الجماهير من أصابها بالإحباط وهزمها في القضية وتتوجه لتصب غضبها علي حسن شحاتة لمجرد أنه تجرأ وأشرك اللاعب في مباراة الأرجنتين الودية.
وراحت الإدارة تعظم دور الجماهير وروابط المشجعين والألتراس عندما دفعتها وساندتها للهجوم علي اتحاد الكرة بعد أن ألقت عليه إدارة الأهلي بتهمة التواطؤ مع الإسماعيلي.. وبالفعل نجحت في تضليل الجماهير وإبعاد عيونها عن المتهم الحقيقي الذي فشل فشلاً ذريعاً في مفاوضاته مع ستراسبورج، وبالفعل ذهبت الجماهير لتنتقم من اتحاد الكرة وتهتف ضده وتشتم مسئوليه بألفاظ قبيحة.. وكل ذلك يتم تحت عين إدارة الأهلي، التي أفلتت من العقاب الجماهيري وألقت بخطئها علي غيرها.
السيناريو نفسه تكرر في قضية هاني سعيد وتم توجيه الجماهير وروابط المشجعين للانتشار حول اللاعب في النيابة وأثناء تحقيقات اتحاد الكرة.. وقد كان الاستخدام في هذه المرة فجًا وكانت الهزيمة الثالثة لإدارة حسن حمدي.
أقصد أن الإدارة في قضاياها الأخيرة استخدمت الجماهير كعصا تضرب بها من يخالفها أو يعارضها.. ولكنها لا تعلم أنها قد تهرب بعض الوقت ولكنها لن تهرب كل الوقت، وأخشي أن يأتي اليوم الذي تضرب فيه الإدارة بالعصا نفسها التي كانت تضرب بها الآخرين.
وإذا كانت جماهير الأهلي في عنفها وتكبرها وغرورها ضحية الإعلام المنافق والإدارة المتهربة.. فإن شباب الألتراس الأهلاوي والذين وجهت إليهم تهم التعصب والعنف دون غيرهم ومطلوب القبض عليهم ونفيهم خارج البلاد إرضاء للكابتن شوبير... هؤلاء هم ضحية مجتمع ولدوا فيه فلم يجدوا هوية لأنفسهم أو لوطنهم أو لحياتهم.. كدوا وتعلموا وتخرجوا في مدارسهم وجامعاتهم، فلم يجدوا سوي فراغ يعيشون في بالونة هواء جاهزة للانفجار مع أي شكة دبوس.
إن الألتراس الأهلاوي الذين سبق ووجهت إليهم تهمة حرق مشجع زملكاوي في واقعة هي الأبشع إنسانياً.. هم نتاج طبيعي ومولود شرعي لمجتمع يأكل فيه الكبير والصغير.. لتمرض فيه القلة من التخمة ولتموت الكثرة من الجوع. | |
|